21.6.08

حقا لا مجال

حقا لا مجال



بدون اى مقدمات , فقد عشت ولا زلت لا اعرف طعما لهذه الحياه بدون نشوة الانتصار . من يعرفنى جيدا , يعلم انى مررت فى حياتى بمواقف لا ادعى انها اصعب ما فى الدنيا , ولكن ايضا لا اصفها بالسهوله. تلك هى حياتى لا مجال فيها للقلق , لا مجال فيها للهروب من الواقع . وايضا لا مجال لتلك الوساوس التى دائما ما ترمى بنا الى الوراء .

لا اؤمن ابدا بان الانسان اذا اراد ان يكون حذرا , فانه لابد ان يكون قلقا او متشائما . ولكن اذا اراد حقا ان يأمن مكر الدنيا , فلابد له من ان يعمل جيدا وان يفكر فى كل خطوه يخطوها بقلب عقله . اما النتيجه , فانا ابدا لم ارها بهذا السوء . فايا ما كان , وايا ما حدث , هو تدبير رب كريم بعبده . هذا ما اردت الوصول له . اللهم ان كان هذا ما يرضيك , فهو يرضينى .

فكر معى جيدا , وتخيل لو ان اصابتك عاهه مستديمه . كأن تفقد احد ساقيك او احد ذراعيك او احد عينيك . وفكر ايضا , ان الله ربى وربك هو ما قدر لك هذا . ماذا ستفعل يا عزيزى . هل ستقول انا لا استحق الحياه بهذه العاهه , ومن الافضل لى ان اموت . اذ استغفر ربك كثيرا , لأنك قد جزعت من قضاء الله وقدره الذى ارتضاه لك لحكمه يعلمها وحده سبحانه وتعالى . ربما كنت ستبطش بيدك بطشا عظيما , او ربما كانت ستقودك قدمك الى معصيه الله . تذكر جيدا ان الله هو خالقك , ان كنت انت ان صنعت شيئا تخاف عليه خوفا عظيما , بل انك تخاف عليه من ابيك وامك ان يفسدانه . فما بالك يا عزيزى بالله خالقنا عز وجل , اهو يريد لنا السوء والعياذ بالله .

ولعلك تخاف من الموت ايضا , فمنذ متى كان الموت هذا الشر العظيم , الذى ننتظره على مضض . ما الموت الا لملاقاه الله , وهل كانت ملاقاة الله شرا عظيما !! . انا اعلم ما فى الموت من مشكله , نعم انها الفراق . لعلك هذا ما اردت قوله . ولكن لماذا تفكر فى الفراق ولا تفكر انه لقاء جديد . نعم الموت هو انتقال من حياه الدنيا لحياه البرزخ ثم الى الحياه الابديه . فنحن اذ نموت من الحياه الدنيا , تكتب لنا حياه جديده فى البرزخ , تحيا فيها الارواح وتتزاور بإذن الله كما كانت تتزاور فى الدنيا . ثم الى الحياه الابديه , التى لا فراق فيها الا اذا كان مصير احدنا يختلف عن مصير الآخر . سبحان الله . لعلك بعض هذا كان غائبا عنك لوهله . ولكن تلك هى الحقيقه اذا فلماذا الخوف والقلق اذا .

فى حياتى لا مكان ابدا لهذا الخوف او لهذا القلق . لأنى أؤمن دوما انه يرجع بى دائما للوراء ويبعدنى عن المقدمه . وانا ابدا لا اسعى للوراء . ولا اريد ان اقف فى مكانى بسبب هذا الخوف والقلق . بصراحه , لا افهم معنى للقلق او الخوف ابدا , بعد كل ما تحثت عنه . وفى النهايه , لا مجال ابدا للخوف وللقلق فى حياتى , بل واجزم انه لا اجتماع ابدا بينى وبين القلق فى مكان واحد .

الله قدر لى ما قدر , والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات . اللهم ان كنت قدرت ورضيت لى هذا , فانا راض به يا رب العالمين . اللهم ارزقنى قبل الموت توبه , وعند الموت شهاده , وبعد الموت جنه ونعيما ورضا ورضوان . اللهم اجمعنى باحبائى فى الدنيا واجمعنى بهم فى الآخرة يا رب العالمين

13.6.08

القدس

القدس .. اورشاليم
" زهره المدائن "


شوف الفيديو الجاى الاول وقولنا
ياترى بتفتكر ايه دلوقتى وبتفكر فيه لما شوفت الفيديو




ودلوقتى اسيبكم مع فيلم الناصر صلاح الدين




7.6.08

جلسه

جلســـــــــــــــــه


فى احدى الليالى الغريبه , ولعلى انعتها بذلك , فلقد غيرت مفهومى تماما . جلسنا سويا , انا والموت , عدوان يكره كلانا الآخر , او هكذا اظن . فانا اكرهه واكره قدومه , وهو يكرهنى ويكره حياتى . ولعل الصدفه او الترتيب الالهى هو ما جمع بيننا بغير ترتيب . جلسنا على طرفى طاوله كبيره , او هكذا تهيأ لى , ينظر كلانا للآخر نظره يغطيها الكره والبغض .

وفى ظل ذلك الموقف , اخترق ذلك الصوت الغريب حدود الصمت , صوت لم اسمعه من قبل , ولكنه كان الموت , نعم هو من اختار ان يبدأ بالكلام . فسألنى بثقه غريبه خلتها للحظه انها غرور وقال لى : انت تخافنى وتكرهنى ؟ , فرددت عليه : وانت تبغضنى وتشتهى قتلى ؟ . اذا فكلانا يحمل للآخر كل ما وسعته الدنيا من كره , هكذا قد قال .

فاخذ يسألنى عن نفسى , عن حياتى , ماضيّ ومستقبلى واحلامى , بل انه ذهب فى حديثه بعيدا حتى انه كان يسألنى عن كل شيء . حتى انى نسيت فى لحظه انى اتحدث مع من كان عدوى الاول والاخير . ثم اخذت اسأله انا عن ما هيته ومايكرهه وما يتمناه , واشياء كثيره . اخذنا نتجاذب اطراف الحديث يمينا وشمالا وننتهى من حديث لندخل فى آخر , حتى اننى خلته عالما او خبيرا او مثقفا من فرط ما وجدت عنده من كم هائل من الثقافه . ومن الغريب انى اخذت اتعلم من بلاغته وحكمته , وتركت كرهى له جانبا . حتى انى احسست بالقرب منه قربى من صديق حميم . حقا لم اعد افهم , فأنا الآن اتمنى ان اجلس معه طويلا طويلا . ولكنه فجأه دون اى استعداد , لم اجده بجانبى . نعم لقد رحل , لا ادرى كيف رحل , ولكنى اعلم انه ترك بداخلى صراعا وشتاتا غريبا بين ما كنت اشعر به الامس وما اشعر به انا اليوم .

اخذت افكر فيما تركه بداخلى هذا العدو الصديق , اللدود القريب . تركت كرهى له , وتصالحت مع نفسى . اخذت افكر فيه بعقلانيه . تقربت منه , وتعلمت عنه , بل انى وجدت انه لم يكن ابدا يستحق كل هذا الكره . فها انا اليوم انتظر لقاءه من جديد . بحياتى لم انظر للموت كما انظر له الآن .

الخيره فيما اختاره الله , كم هى من جملة رائعه . وان كان الموت يقربنى من الله , فكم هو من رائع وجميل . فحقا , انا لله وانا اليه راجعون .


{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } آل عمران

{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } لقمان

{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } السجدة

{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الجمعة

{يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } غافر


Finally, I knew that the death is not that awful thing, just to meet Allah.

ملحوظه : علشان متقلقوش عليا بس , انا تمام اوى وزى الفل , الحمد لله . يعنى حالتى النفسيه تمام اوى ومستريح ومفيش اى حاجه مضايقانى , علشان متفهمونيش غلط بس . بس ادعولى وادعولنا جميعا بالرحمه لما نكون بين ايديه سبحانه وتعالى .